الأحد، 23 أكتوبر 2011

بيرسيفــــونــى

"عندما نُجرَح صامتين"

عندما يختل اللسان عن توازنه ويفقد هيبته أمام عين من تحب فتجدك تتلعثم لا تجد ما تقوله,وتجد دمع عيناك هو الشىء الوحيد الذى يكسر ريبة الصمت,فلتحمد ربك على هذه النعمة !
لأن أحيانا هناك أشخاص تختل ألسنتهم عن توازنها وتفقد حواسهم الشعور بالزمان أو المكان حتى عندما ينتظروا النجدة من دموع العين لتطفأ بعضاً من النيران التى تحرق قلوبهم حية,لا يجدوا من ينجدهم ! أو يطفا نيرانهم .. فيكتفوا بمغادرة المكان صامتين تاركين روحهم ملبدة بالمكان _لا يغادرون حقاً_ ولكن من يغادر "بقاياهم" . !


منذ أن عرفتك وبسعادة عارمة قبلت أن أكون بقايا انسانه لم يعد لها وجود . ضحت بروحها واصبحت كالأحياء الأموات تنتشى الفرح والأمل وحتى الحزن والكآبة من شخص اخر هو أنت .حتى أصبح وجودى فى هذه الحياة منوط بك انت وحدك بعد الله !
أقتلعت روحى من جذورها وببسمة يملؤها الترقب والسعادة قدمتها لك ووضعتها فى يدك ولم أتكبد حتى العناء بأن اقول لك "اعتنى بها جيداً" لأن بمجرد أنها لمست يداك عرفت بأنى الآن فقط سأعيش !

ولم أعرف اننى شبهت روحى ب "بيرسيفونى" *حين قدمتها الإله "ديميتر" لاله الموت "هاديس" فى سبيل ارضائه وانقاذ الآخرين من الشُح والجفاف ,ولكن ما ذنب روحى !

أنا لا ارثى حالى ولا أتعنت ولكنى لم أعد افهم ؟ لما أعشق الاستمرار "بالموت البطىء" فيك ؟ لما ابتسم حين أفعل كل شىء يرضيك وفى نفس الوقت يقتل جزء داخلى وينعيه؟ لما أصبحت مائلة للسواد فى كتاباتى حين تبتعد لساعات قليلة عنى !
أقولها وبصدق أخشى أن أموت ان ابتعدت عنى . أخشى أن قطرات "الايفورتيل" لن تجدى نفعاً معى فى يوم من الأيام وأجد نفسى شبحاً يحرسك فى لياليك المظلمة وسأظل وقتها ايضاً ابتسم !

لما هذا الحب المطرز بعلامات الخطر ويحيط به تحذيرات من الضجر . أخشى أن أقترب أكثر من اللازم ولا أستطيع البعد أكثر من اللازم فأصبحت كدمية تُحرك نفسها بخطوات مدروسة من قبلها ألاف المرات حتى فقدت رونقها وكالعادة تظل مبتسمة !

ولكن أخشى أن "بيرسيفونى"أعجبها العالم السفلى أعجبها "الموت" معك ,عشقت أن تلتهب بنيران الحب معك,وتخشى أنها اذا تركتك يوماً لترى نور الشمس ستحترق بها وستفنى بدونك .

عجيب أمر الإنسان يعشق ما يميته و يزهد ما يحييه ! .








* : توضيح للاسم
كانت ديميتر اله الزراعه عند الاغريقين زابنتها بيرسيفونى وكانت تحب ابنتها بيرسيفونى للغاية أكثر من أي شيء آخر وفى يوم كانت بيرسيفونى تقطف الورود من أحد الحقول وفجأة انشقت الأرض وابتلعتها وسقطت في العالم السفلى فاخذت امها تبحث عنها وجعلت بعضا من الإلاهات يساعدنها في البحث مثل آرتميس وهيكات ولكنهن لم يجدنها فحزنت ديميتر للغاية فماتت المحاصيل على الأرض وعاش الناس في مجاعة وفى وقت لاحق عرفت ديميتر ان هاديس حاكم العالم السفلى قد اختطف بيرسيفونى حتى يتزوجها فطلبت من زيوس ارجاعها فإضطر للموافقة على طلبها حتى لا تستمر المجاعة ووافق هاديس على ارجاع بيرسيفونى بشرط واحد :اذا مر أي طعام من العالم السفلى شفتى بيرسيفونى فإنه سوف يحتفظ بها ولن يرجعها وللأسف الفتاة المسكينة أكلت حبة رمان صغيرة فأعترض هاديس واصر على الاحتفاظ بها ولكته امام الإلحاح الشديد من اخيه زيوس واخته ديميتر وافق على ارجاعها إلى الأرض ثمانية شهور في السنة بينما يحتفظ بها في العالم السفلى لمدة أربعة شهور وآمن الإغريق القدماء يأن الشتاء كان يأتى بسبب حزن ديميتر على ابنتها في الأربعة شهور التي تقضيهم في العالم السفلى.








الاثنين، 17 أكتوبر 2011

أتنفس بــك !


اليوم كانت الشمس غائبة ورياح قوية تعتلى المكان بأسرهِ لا أعلم كيف شعرت بهذا على الرغمِ من ان الشمسَ أشرقت من السادسةِ صباحاً ولم تغب الا بعد أذانِ المغرب !
ولكن عندما تغيب أنت .. تغيب الشمسُ ويختفى الوجودُ فيصبح العالم أجمع كومةَ من المبانىِ الهامدة تتخللها رياح باردة اذا تحققت من صوتها تجده عويلاً وصراخاً يريب الأذان.
لا أعلم لما ارتديت اليوم اللون الأسود ولما لم أرسم عينى بالكحلِ كالمعتاد ولم أضع أجود أنواع عطورى ولم أقف أمام مرآتى طويلا لم أطق حتى النظر إلى نفسى !
لا أعلم لما شحب لونى فجأه وكأنى بدأت فى الاختفاءِ والباقى منى هو فتات انسانة تركتها روحها دون استئذان.
ولكن أعلم شيئاً واحداً, ان عطرك مازال فى كل أركان غرفتى ,منذ أن لمست يداك معطفى وتركت اثار عطرك عليه وأنا أرفض غسله أو لبسه كالطفلة التى تخشى ان يتسخ ثوب العيد او تتلف لعبتها الجديدة.
وأظل طوال الوقت اتفقده بوجه جامد لا يظهر فيه أى تعبيرات ربما لأنى سأمت البكاء ربما لأنى أعلم انك معى أو ربما لأنى لم أعد اشعر شيئا !

أحببتك ولم تشعر يوما ان هذا الحب الساكن بين حنايا قلبى تجوف أكثر وأكثر مع الأيامِ حتى احتل كل نقطةِ فى قلبى .أكاد أجزم ان لا يوجد هناك ملليمتر واحد فى قلبى لا ينبض بحبك أنت.
وبرغم أن قلبَك لا يهوانى ولم يعترف ابداً بحبى بل وصل به الحالُ الى التشكيكِ فيه لكنِ أرفض الاستسلامَ أرفض ان أجثو على ساقاى واعلن انك محق .لأنك لست على حق.


هذه التى أمامك أوهنها حبك الذى يجرى فى شريانها بدلاً من الدماء .هذه التى أمامك تجردت من كلِ أنواعِ الخجلِ لتقول لك "أحبك" فلتقبل هذا الحب لأتنفس بك.
هذه التى أمامك من تنام لتحلم بك فقط ,وتستيقظ وهى تفكر بك فقط ,وحين تراك تستحى النظرَ لعينيك;لأنك انت الوحيد الذى تقرأ عينيها وترد بعينيك عبارات وكلمات تتمنى أن تسمعها منك فتدير بوجهها وتستحى من النظرِ اليك !
هذه التى أمامك تحملت منك أن تحكى عن حبيبتِك القديمة وأن تقلب فى اشعارك القديمة وأن تسرد ذكرياتك القديمة وتجيب مبتسمة "مازلت أحبك".
هذه التى أمامك تحملت منك ذلاتك وأخطائك وفى نفسِ الوقتِ أوامرك ونواهيك ولم تتذمر يوماً بل كان ردها "سأفعل ما تريد فأنا أحبك".
هذه التى أمامك انسانة ليست بكاملة ليست بفاضلة ولكنها ليست كغيرها .هى امرأه استثنائية أحبتك حب استثنائى وعشقتك عشق استثنائى وحفظتك فى قلبها وتوحدت مع وجدانها حتى انها أصبحت تتنفسك وتنبض بك وتتحدث بك وتحلم بك وتستيقظ بك وتذهب معك وتعود لك.
هذه .. أنا.
لا أعلم ماذا أقول أكثر . فالآن ترتعش يداي . سأقولها وبكلِ صراحة ولك مطلق الحرية فى التصرف او لا التصرف فلقد اعتدت منك على مبدأ "أنا متفرج" حتى فى تقرير مصيرى !
أنا لا أستطيع المضى قدماً بدونك ,لا أستطيع أنا أعتلى مسرحاً دون النظر إلى عينيك لتقوينى لأحس بها تقول لى "أنا معكِ لا تخافى" لا أستطيع أن يمر يوماً دون أن أرى ابتسامتك لينعكس ضيها على شفتى فابتسم بدورى.
لا أستطيع أن اقول "اسمك" دون أن أتذكرك ,لا أستطيع أن أتخيل حياتى دون مرة أخرى تقف فيها أمامى وتنطق اسمى فأتنهد وكأنك انتزعت روحى ووضعتها داخلى من جديد!
لا أستطيع أن أختم كلامى هذا دون أن أستودع به دمعاً تساقط رغماً عنى ودون أن أدرى أثناء الكتابة لأن كل ما يشغل تفكيرى هو أنت
لأ أستطيع أن اترك قلمى هذا دون أن أكتب فى النهاية "أحبك.. وسأظل".